الاشتباكات القبلية في ولاية النيل الأزرق..ما اصل الحكاية ؟ - Nahda News

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 22 أكتوبر 2022

الاشتباكات القبلية في ولاية النيل الأزرق..ما اصل الحكاية ؟



تتجدد الاشتباكات القبلية في ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان بين الحين والآخر، ويروح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، ناهيك عن آلاف المشردين. وتعود جذور المشكلة إلى خلافات لم تجد طريقها للحلول بعد.

وقال مسؤولان سودانيان لوكالة أسوشيتد برس، الخميس، إن اشتباكات قبلية في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد أسفرت عن مقتل 170 شخصا خلال يومين.

ولاية النيل الأزرق.. قصة صراعات قبلية تتجدد بسبب “الزراعة والتقاليد الموروثة”

وأضافا أن القتال اندلع الأربعاء، وتحدثا للأسوشيتد برس شريطة كتمان هويتيهما لأنهما غير مخولين بالحديث للإعلام.

الاشتباكات هي الأحدث في العنف القبلي في أنحاء جنوب السودان المهمش.

وكان قتال في ولاية النيل الأزرق قد اندلع في يوليو الماضي، وأسفر عن مقتل 149 شخصا حتى بداية أكتوبر، والأسبوع الماضي، تجددت اشتباكات هناك راح ضحيتها 13 شخصا، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وضم قتال يوليو قبيلة الهوسا، التي تأتي أصولها من أنحاء غرب أفريقيا، وشعب “بيرتا”، في أعقاب نزاع على أراض.

ويوم الخميس قال ممثل عن قبيلة الهوسا إنهم يتعرضون لهجوم أفراد مسلحين بأسلحة ثقيلة منذ يومين.

وأصدرت الجماعة بيانا دعا إلى وقف تصعيد العنف، ووقف “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للهوسا”.

ولطالما كانت القبيلة مهمشة داخل المجتمع السوداني، وأثار قتال يوليو سلسلة من احتجاجات الهوسا في أنحاء البلاد، وفقا للوكالة.

استغلال الأراضي
وأكدت الأمم المتحدة أن القتال اندلع بسبب نزاع على الأرض.

ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 في المئة من الوظائف و30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

والهوسا هي آخر القبائل التي استقرت في النيل الأزرق، وتحظر التقاليد المتوارثة امتلاك أفرادها للأرض، لكن القبيلة ترفض هذا العرف، وفقا لفرانس برس.

وأسفرت الاشتباكات بين قبيلة الهوسا الأفريقية وقبائل أخرى بين يوليو وأوائل أكتوبر عن مقتل 149 شخصا على الأقل وإصابة المئات ونزوح نحو 65 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

ويقول خبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.

وزاد من تدهور الأمور “انقلاب” الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، عندما أطاح قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بشركائه المدنيين من الحكم الانتقالي المتفق عليه عقب سقوط الرئيس السابق، عمر البشير، في 2019.

المطالبة بـ”سلطة مدنية”
وفي يوليو الماضي، وقعت مواجهات في المنطقة بين الهوسا وجماعات منافسة بما في ذلك البارتا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص وإصابة العشرات.

واندلعت تلك الاشتباكات بعد أن طلبت قبيلة الهوسا إنشاء “سلطة مدنية” اعتبرتها الجماعات المنافسة وسيلة للوصول إلى الأراضي.

وأدى العنف إلى نزوح نحو 31 ألف شخص، لجأ كثير منهم إلى مدارس تحولت مخيمات للنازحين.

وأثارت الاشتباكات أيضا احتجاجات غاضبة في جميع أنحاء السودان، حيث طالب شعب الهوسا بالعدالة للقتلى.

ودعت تظاهرات أخرى إلى “الوحدة” و”إنهاء القبلية” في الدولة الفقيرة.

وفي يوليو الماضي، أعد موقع “الحرة” تقريرا عن اشتباكات ولاية النيل الأزرق، وقال مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، الرشيد إبراهيم، إن “الاشتباكات تجري بين فريقين، قبيلتي البرتا والفونج من جانب، وقبيلتي الهوسا والفلاتة من جانب آخر”.

وأوضح في حديثه لموقع الحرة أن “هذه الاشتباكات تتجدد بين المزارعين والرعاة في فترات الخريف ونزول الأمطار حيث تعد خلافات على قضايا الزراعة”، ويشير إلى أن “من أسباب اندلاع مثل هذه الاشتباكات أيضا، حالة الانقسام في المشهد السياسي السوداني، والتي أدت إلى ضعف قبضة الحكومة على مفاصل الدولة (…) وهذا يغري بعض الجماعات المتفلتة باستغلال الوضع وتنفيذ ما ترى أنه القانون، بيدها”.

قبائل أفريقية
وليس الحال في ولاية النيل الأزرق مثلما يحدث في إقليم دارفور في السودان، حيث تدور اشتباكات تتجدد من حين لآخر، بين قبائل عربية وأخرى أفريقية، “لكن كل القبائل التي تسكن ولاية النيل الأزرق أصلها أفريقي”.

وقال قيادي من قبائل الهوسا “طالبنا بأن تكون لنا إدارة أهلية، ورفضت (قبائل) البرتا ذلك وتحرشوا بنا”.

وتشكل قبائل البرتا “السواد الأعظم من سكان إقليم بني شنقول (Benishangul)” في شمال غرب إثيوبيا، و”ينتشرون أيضا في ولاية النيل الأزرق بالسودان، وهم من السكان الأصليين في كل من بني شنقول والنيل الأزرق، وهي قبيلة كبيرة مهيمنة ثقافياً”، وفقا لموقع “المعرفة”.

وفيما يخص قبائل الهوسا، فإن عددهم في السودان نحو 952 ألف، وعلى الصعيد العالمي، يبلغ عددهم نحو 53 مليون نسمة، وهم منتشرون في 18 دولة، ولغتهم الأساسية هي الهوسا، وديانتهم الإسلام، وفقا لموقع “peoplegroups”.

ويتركز أكبر عدد من الهوسا في نيجيريا (نحو 37 مليون)، وفقا لموقع “joshuaproject” والنيجر (12.5 مليون)، وفقا لموقع “فاكت بوك”.

وتعتبر قبائل الهوسا من القبائل الكبيرة في السودان، وقد انتشرت في جميع المدن والقرى السودانية بفضل انفتاحها ومصاهرتها مع القبائل السودانية المختلفة على مر السنين.

ومن الصعب تحديد أصول القبائل نظرا لهجرات أفرادها المتعددة عبر التاريخ، وفق ما يجمع خبراء.

ويشار إلى أن ولاية النيل الأزرق، تبلغ مساحتها 45,844 كيلومتر مربع، وتحدها إثيوبيا من الشرق، ومن الجنوب والغرب دولة جنوب السودان، وهي واحدة من الولايات الثماني عشرة في جمهورية السودان، وتضم حوالي أربعين مجموعة قبلية مختلفة، ويعتمد نشاطها الاقتصادي على الزراعة والثروة الحيوانية واستثمار المعادن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تسميات

تواصل معنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر الافكار

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

من أنا

authorنقدم لكم في شركة النهضة للحلول الرقمية خدمة إدارة حسابات التواصل الإجتماعي بشكل يعزز اعمالكم و مشاريعكم ويميـزهـا 💛. .
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *